الموسيقى الخليجية

Fan Al Sut perform at BIECC

في العقود الأخيرة، بدأت ثقافة الخليج بالتأثير على العالم العربي، عاكسة بذلك الاتجاه التقليدي للتأثير الثقافي. اكتسبت الموسيقى الخليجية على وجه الخصوص جمهوراً على نطاق أوسع من الخليج بكثير. وغالبأ ما يضم نجوم الطرب المصريون واللبنانيون الأغاني الخليجية في ألبوماتهم. والفنان محمد عبده السعودي ونبيل شعيل الكويتي معروفين من قبل عشاق الموسيقى الخليجية. 

إن كلمة “خليجية” مصطلح نموذجي للتسويق، بالمقارنة مع جميع العلامات الموسيقية الفارقة، مثل “اللاتينية”. لذا فهو يغطي مجموعة واسعة من الضروب الموسيقية التي كانت معروفة فقط بأسماء محلية فردية منذ جيل أو جيلين. ومن أبرزها في البحرين النوع الذي يسمى بالفجيري (ربما يشير الاسم إلى غواصي اللؤلؤ)، وهي مجموعة واسعة من أنواع مختلفة من الأغاني التي يؤديها غواصو اللؤلؤ تقليدياً. ونظراً لأن معظم غواصي اللؤلؤ في الخليج كانوا عبيداً من شرق أفريقيا أو ذرية عبيد سابقين، فقد كان ولا يزال معظم الموسيقيين في البحرين من أصل أفريقي. يمكن تمييز التأثير الأفريقي على الموسيقى الخليجية أو “البحرينية” من الاستخدام النموذجي للسلم الموسيقي الخماسي وإيقاعات 6/8 و 12/8. ويختلف التقليد الموسيقي البحري هذا عن تقليد المدينة أو الصحراء باستخدامه أدوات تستخدم في السفر على متن السفينة، مثل البراميل والأواني الفخارية.

بينما تأثرت الموسيقى الشعبية العربية للعالم العربي الواقع على البحر الأبيض المتوسط بالموسيقى الغربية بقوة، حافظت الموسيقى الشعبية في الخليج بشكل عام على العناصر المحلية التقليدية. وهذا واضح ليس فقط في التأثيرات البدوية والأفريقية والهندية على أنماطها، وإنما أيضاً في كلمات الأغاني. وبينما غالباً ما يختار نجوم البوب المصريون كلمات أغانيهم على غرار تلك التي لمطربين من أمثال مايكل جاكسون وشاكيرا، تميل كلمات أغاني مطربي الخليج المشهورين إلى الاعتماد على التقاليد العربية الكلاسيكية القديمة.

مع ذلك، أصبحت الموسيقى الخليجية على نحو متزايد مزيجاً متماثلاً يستحق أن يطلق عليه في نهاية المطاف اسم “موسيقى خليجية”. يغني معظم الفنانين البحرينيين المعاصرين اليوم باللغة العربية القبلية المشتركة، والتي تسمى بالخليجية أيضاً من قبل علماء اللغة. وفي الوقت نفسه، اكتسبت العديد من أنماط الموسيقى التقليدية الخليجية – مثل التقسيم، أو الارتجال دون الإيقاع – نكهة متوسطية معينة، مما يثبت التأثير المستمر للثقافة المصرية واللبنانية.

أضف تعليق